Monday, April 2, 2007

THE LAST SWORD


من خلال الحقائق الواردة في هذا البحث سوف نبرهن على وجود معجزة رقمية في سورة الفاتحة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها: أساس هذه المعجزة هو الرقم سبعة. ونبدأ هذه الرحلة التدبرية بالحقيقة الأولى مستجيبين لنداء المولى تبارك شأنه: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82).
الحقيقة الأولى
عدد آيات سورة الفاتحة هو سبع آيات. الرقم سبعة له حضور خاص عند كل مؤمن. فعدد السماوات 7 وعدد الأراضين 7 وعدد أيام الأسبوع 7 وعدد الأشواط التي يطوفها المؤمن حول الكعبة 7، وكذلك السعي بين الصفا والمروة 7 ومثله الحصيات التي يرميها المؤمن 7، والسجود يكون على سبعة أَعْظُم، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم مثل: (سبعة يظلهم الله في ظله...، اجتنبوا السبع الموبقات.....) وغير ذلك مما يصعب إحصاؤه. وهذا التكرار للرقم سبعة لم يأتِ عبثاً أو بالمصادفة. بل هو دليل على أهمية هذا الرقم حتى إن الله تعالى قد جعل لجهنم سبعة أبواب وقد تكررت كلمة (جهنم) في القرآن كله 77 مرة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
لجهنم سبعة أبواب وتكررت كلمة (جهنم) في القرآن 77 مرة أي 7 × 11
الحقيقة الثانية
عدد الحروف الأبجدية للغة العربية التي هي لغة القرآن 28 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
عدد حروف لغة القرآن هو 28 حرفاً = 7 × 4
سبعة حروف غير موجودة في سورة الفاتحة وهي (ث، ج، خ، ز، ش، ظ، ف)، فيكون عدد الحروف الأبجدية في سورة الفاتحة 21 حرفاً وهذا العدد أيضاً من مضاعفات السبعة:
عدد الحروف الأبجدية في سورة الفاتحة هو 21 حرفاً = 7 × 3
الحقيقة الثالثة
في القرآن الكريم حروف ميَّزها الله تعالى ووضعها في مقدمة تسع وعشرين سورة سُمّيت بالحروف المقطعة في أوائل السور، وأفضّل تسميتها بالحروف المميزة، عدد هذه الحروف عدا المكرر هو 14 حرفاً وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
عدد الحروف المقطعة في القرآن (عدا المكرر) هو 14 حرفاً = 7 × 2
والعجيب أن هذه الحروف الأربعة عشر موجودة كلها في سورة الفاتحة، وإذا قمنا بعدّ هذه الحروف في السورة لوجدنا بالضبط 119 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
عدد الحروف المقطعة في سورة الفاتحة (عدا المكرر) هو 14 حرفاً = 7 × 2
عدد الحروف المقطعة في سورة الفاتحة (مع المكرر) هو 119 حرفاً = 7 × 17
الحقيقة الرابعة
من أعجب التوافقات مع الرقم سبعة أن عدد حروف لفظ الجلالة (الله) في سورة الفاتحة هو سبعة في سبعة!! فهذا الإسم مؤلف من ثلاثة حروف أبجدية هي الألف واللام والهاء، وإذا قمنا بعدّ هذه الحروف في سورة الفاتحة وجدنا 49 حرفاً وهذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين:
عدد حروف الألف واللام والهاء في سورة الفاتحة هو 49 حرفاً = 7 × 7
الحقيقة الخامسة
ذكرنا بأن عدد الحروف المقطعة في القرآن هو 14 حرفاً أي 7 × 2، والعجيب أن عدد الافتتاحيات عدا المكرر هو أيضاً 14. وأول افتتاحية هي (الــم) هذه الحروف الثلاثة تتكرر في سورة الفاتحة بشكل مذهل. فلو قمنا بعدّ حروف الألف و اللام الميم في السورة لوجدناها: 22 – 22 – 15 حرفاً، أي:
حرف الألف حرف اللام حرف الميم
22 22 15
والرؤية الجديدة التي يقدمها البحث هي صف الأرقام صفّاً. وعندما نقوم بصفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا العدد 152222 هذا العدد من مضاعفات السبعة:
تكرار حروف (الــم) في الفاتحة هو 22 22 15 = 7 × 21746
ولكن الأعجب من ذلك أن هذا النظام يتكرر مع أول آية في القرآن الكريم وهي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1). هذه الآية الكريمة عدد حروف الألف واللام والميم هو 3-4-3 حرفاً:
حرف الألف حرف اللام حرف الميم
3 4 3
ونصفّ هذه الأرقام لنجد عدداً من مضاعفات السبعة بل يساوي سبعة في سبعة في سبعة!
تكرار حروف (الــم) في البسملة هو 343 = 7 × 7× 7
الحقيقة السادسة
الآية التي تحدثت عن سورة الفاتحة هي قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)، لقد وضع الله هذه الآية في سورة الحجر التي تبدأ بالحروف المميزة (الــر)، السؤال: هل من معجرة وراء ذلك؟ إن عدد حروف الألف واللام والراء في هذه الآية هو: 7-4-1 حرفاً مع ملاحظة أن كلمة (آتَيْنَكَ) قد كتبت في القرآن من دون ألف:
حرف الألف حرف اللام حرف الراء
7 4 1
والعجيب أن العدد الناتج من صف هذه الأرقام هو 147 من مضاعفات السبعة مرتين:
تكرار حروف (الـر) في آية السبع المثاني هو 147 = 7 × 7 × 3
والأعجب من ذلك أن تكرار الحروف ذاتها في سورة الفاتحة تشكل عدداً من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً!! فحرف الألف تكرر في سورة الفاتحة 22 مرة ومثله حرف اللام أما حرف الراء فقد تكرر في سورة الفاتحة 8 مرات:
حرف الألف حرف اللام حرف الراء
22 22 8
هذه الأرقام تشكل عدداً هو 22-22-8 من مضاعفات الرقم سبعة:
تكرار حروف (الـر) في سورة السبع المثاني: 22 22 8 = 7×7×1678
هذا ليس كل شيء، فهنالك مزيد من الارتباط لكلمات السورة والآية، فعدد كلمات سورة الفاتحة هو 31 كلمة، وعدد كلمات الآية التي تحدثت عن سورة الفاتحة هو 9 كلمات، على اعتبار أن واو العطف كلمة مستقلة:
عدد كلمات سورة السبع المثاني عدد كلمات آية السبع المثاني
31 9
أما العدد الناتج من صف هذين الرقمين فهو 31 9 من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً:
عدد كلمات سورة السبع المثاني وآية السبع المثاني هو 31 9 = 7×7× 19
وسبحان الله العظيم! آية تتحدث عن السبع المثاني جاءت فيها حروف (الر) تشكل عدداًً من مضاعفات 7×7، وتتكرر الحروف ذاتها في سورة السبع المثاني لتشكل عدداً من مضاعفات 7×7 أيضاً. وتأتي كلمات السورة مع الآية لتشكل عدداً من مضاعفات 7×7 كذلك، أليست هذه معجزة تستحق التدبّر؟
الحقيقة السابعة
من عجائب أمّ القرآن أنها تربط أول القرآن بآخره، ويبقى الرقم 7 هو أساس هذا الترابط المذهل، فأول سورة في القرآن هي الفاتحة ورقمها 1، وآخر سورة في القرآن هي سورة الناس و رقمها 114، هذان العددان يرتبطان مع بعضها ليشكلان عدداً مضاعفات السبعة:
رقم أول سورة وآخر سورة في القرآن هو 1 114 = 7 × 163
الحقيقة الثامنة
العجيب أيضاً ارتباط أول كلمة مع آخر كلمة من القرآن بشكل يقوم على الرقم 7. فأول كلمة في القرآن هي (بسم) وآخر كلمة فيه هي (الناس). ولو بحثنا عن تكرار هاتين الكلمتين في القرآن كله نجد أن كلمة (اسم) قد تكررت 22 مرة، أما كلمة (الناس) فقد تكررت في القرآن 241 مرة، ومن جديد العدد المتشكل من صفّ هذين العددين من مضاعفات الرقم سبعة:
تكرار أول كلمة وآخر كلمة في القرآن: 22 241 = 7 × 3446
الحقيقة التاسعة
أول آية وآخر آية في القرآن ترتبطان مع الرقم سبعة أيضاً. فكما نعلم أول آية من القرآن (وهي الآية الأولى من سورة الفاتحة) هي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، عدد حروف كل كلمة هو: 3 -4-6-6 حرفاً: العدد المتشكل من صفّ هذه الأرقام هو 6643 من مضاعفات الرقم سبعة:
مصفوف حروف أول آية من القرآن هو 6643 = 7 × 949
ولكي لا يظن أحد أن هذه النتيجة جاءت بالمصادفة نذهب إلى آخر آية من القرآن الكريم (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (الناس:6)، عدد حروف كل كلمة هو: 2 - 5 - 1 - 5 حرفاً، والعدد المتشكل من صف هذه الأرقام هو 5152 من مضاعفات الرقم سبعة:
مصفوف حروف آخر آية من القرآن هو 5152 = 7 × 736
إذن الرقم سبعة يربط أول سورة بآخر سورة، أول كلمة بآخر كلمة، أول آية مع آخر آية، والسؤال: هل جاءت جميع هذه التوافقات بالمصادفة؟
الحقيقة العاشرة
هذا الترابط والتماسك الرقمي لايقتصر على أول القرآن وآخره، بل تجده في أول الفاتحة وآخرها أيضاً. فأول آية من الفاتحة هي (بسم الله الرحمن الرحيم) عدد حروفها 19حرفاً، وآخر آية من الفاتحة هي: (صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) عدد حروفها 43 حرفاً. العجيب أن العدد الناتج من صفّ هذين العددين 19 – 43 من مضاعفات السبعة:
حروف أول آية وآخر آية من الفاتحة 1943 = 7 × 617
ولكي ننفي أي مصادفة عن هذه الحقيقة نحصي عدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها أول آية و آخر آية من الفاتحة لنجدها: 10 و 16 حرفاً، وهنا من جديد يتجلى الرقم سبعة ليربط بين هذين العددين:
الحروف الأبجدية في أول وآخر آية من الفاتحة: 1610 = 7 × 230
بقي أن نشير إلى أن عدد كلمات أول آية هو 4 وآخر آية هو 10 ومجموع هذين العددين هو من مضاعفات الرقم سبعة:
مجموع كلمات أول آية وأخر آية من الفاتحة: 4 + 10 = 14 = 7 × 2


سورة الفاتحة سمّاها الله السبع المثاني، ولذلك فإن عدد آياتها سبع، وعدد الحروف التي تتألف منها عدا المكرر 21 حرفاً أي 7×3 وعدد حروف لفظ الجلالة (الله) أي الألف واللام والهاء هو 49 حرفاً أي 7×7 ، ولو قمنا بعد الحروف المشددة نجد 14 حرفاً أي 7×2، ولو قمنا بعد النقط على الحروف نجد 56 نقطة أي 7×8، وهنالك مئات التناسقات السباعية في هذه السورة العظيمة، فهل ندرك من خلال هذه الحقائق الرقمية سر تسمية هذه السورة بالسبع المثاني؟!!

الحقيقة الحادية عشرة
في هذه الحقيقة نجيب عن سؤال: لماذا قسَّم الله تعالى سورة الفاتحة سبع آيات؟ ولماذا جاءت نهاية كل آية بكلمة محددة؟ والجواب عن هذا هو وجود إعجاز مذهل! ففي سورة الفاتحة لدينا سبع آيات كل آية ختمت بكلمة وهذه الكلمات هي: (الرحيم – العلمين - الرحيم – الدين – نستعين – المستقيم – الضالين) وقد سميت هذه الكلمات قديماً فواصل السورة فهي التي تفصل بين الآيات. العجيب والعجيب جداً أن حروف هذه الكلمات السبع جاءت بنظام يقوم على الرقم سبعة لخمس مرات متتالية. فلو قمنا بعدّ حروف هذه الكلمات السبع نجدها على الترتيب 6-7-6-5-6-8-7 حرفاً، إن العدد المتشكل من صف هذه الأرقام هو 6765687 من مضاعفات السبعة خمس مرات!!!
مصفوف حروف فواصل السورة هو 7865676 = 7×7×7×7×7×468
الحقيقة الثانية عشرة
كل سورة في القرآن تتميز برقمين: رقم السورة وعدد آياتها. ومن عجائب أمّ القرآن هو ارتباط أرقامها مع أرقام السور العظيمة في القرآن ومنها السورة التي تعدل ثلث القرآن وهي سورة الإخلاص. إن رقم الفاتحة 1 وآياتها 7 ورقم الإخلاص 112 وآياتها 4، والعدد الناتج من صفّ هذه الأعداد 1-7-112-4 من مضاعفات السبعة:
رقم وآيات سورتي الفاتحة والإخلاص هو 171124 = 7× 58753
هذا وأكون قد كتبت أربعة مقالات بالتمام والكمال وبعد أذنكم سأذهب لمتابعه دوري كواعظ لنفسي التي بحاجة للعظة فعلا وقد يكون هناك أرقام مكتوبة خطأ فكل ماعليك عزيزي القاريء أن تقلبها من اليمين إلي اليسار وخاصة لو كانت مكتوبة باللغة الإنجليزية حتي تستطيع التأكد من صحتها بنفسك

second sword


وهذا تفسير سورة الكافرون لأن البعض قد يتسائل لماذا هذه السورة بها تكرار لجملتين بنفس النص أولا قال أحد المفسرين في تفسير السورة :
قوله تعالى { قل يا أيها الكافرون } الآيات الست الكريمات نزلت ردا على اقتراح تقدم به بعض المشركين وهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن المطلب وأمية بن خلف مفاده أن يعبد النبي صلى الله عليه وسلم معهم آلهتهم سنة ويعبدون معه إله سنة مصالحة بينهم وبينه وإنهاء للخصومات في نظرهم، ولم يجبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء حتى نزلت هذه السورة { قل يا ايها الكافرون } أي قل يا رسولنا لهؤلاء المقترحين الباطل يا أيها الكافرون بالوحي الإِلهي وبالتوحيد المشركون في عبادة الله تعالى أصناما وأوثانا { لا أعبد ما تعبدون } الآن كما اقترحتم { ولا أنتم عابدون } الآن { ما أعبد } لما قضاه الله لكم بذلك، { ولا أنا عابد ما عبدتم } في المستقبل أبدا { ولا أنتم عابدون ما أعبد } في المستقبل أبدا لأن ربي حكم فيكم بالموت على الكفر والشرك حتى تدخلوا النار لما علمه من قلوبكم وأحوالكم وقبح سلوككم وفساد أعمالكم { لكم دينكم } لا أتابعكم عليه { ولي دين } لا تتابعونني عليه. بهذا أيأس الله رسوله من إيمان هذه الجماعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم بطمع في إيمانهم وأيأَس المشركين من الطمع في موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم على مقترحهم الفاسد، وقد هلك هؤلاء المشركون على الكفر فلم يؤمن منهم أحد فمنهم من هلك في بدر ومنهم من هلك في مكة على الكفر والشرك وصدق الله العظيم فيما أخبر به عنهم أنهم لا يعبدون الله عبادة تنجيهم من عذابه وتدخلهم رحمته.
وقال مفسرأخر :
وأما وجه التكرار فقد قيل إنه للتأكيد في قطع أطماعهم؛ كما تقول: والله لا أفعل كذا، ثم والله لا أفعله. قال أكثر أهل المعاني: نزل القرآن بلسان العرب، ومن مذاهبهم التكرار إرادة التأكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز؛ لأن خروج الخطيب والمتكلم من شيء إلى شيء أولى من اقتصاره في المقام على شيء واحد؛ قال الله تعالى: "فبأي آلاء ربكما تكذبان" [الرحمن: 13]. "ويل يومئذ للمكذبين" [المطففين: 10]. "كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون" [النبأ: 4 - 5]. و"فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا" [الشرح:5 - 6]. كل هذا على التأكيد. وقد يقول القائل: إرم إرم، اعجل اعجل؛ ومنه قوله عليه السلام في الحديث الصحيح: (فلا آذن، ثم لا آذن، إنما فاطمة بضعة مني). خرجه مسلم. وقال الشاعر:
هلا سألت جموع كندة يوم ولوا أين أينا
وقال آخر:
يا لبكر انشروا لي كليبا يا لبكر أين أين الفرار
وقال آخر:
يا علقمة يا علقمة يا علقمة خير تميم كلها وأكرمه
وقال آخر:
يا أقرع بن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع
وقال آخر:
ألا يا اسلمي ثم اسلمي ثلاث تحيات وإن لم تكلم
ومثله كثير. وقيل: هذا على مطابقة قولهم: تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، ثم نعبد آلهتنا ونعبد إلهك، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، فنجري على هذا أبدا سنة وسنة. فأجيبوا عن كل ما قالوه بضده؛ أي إن هذا لا يكون أبدا. قال ابن عباس: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: نحن نعطيك من المال ما تكون به أغنى رجل بمكة، ونزوجك من شئت، ونطأ عقبك؛ أي نمشي خلفك، وتكف عن شتم آلهتنا، فإن لم تفعل فنحن نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك صلاح، تعبد آلهتنا اللات والعزى سنة، ونحن نعبد إلهك سنة؛ فنزلت السورة. فكان التكرار في "لا أعبد ما تعبدون"؛ لأن القوم كرروا عليه مقالهم مرة بعد مرة. وقيل: إنما كرر بمعنى التغليظ. وقيل: أي "لا أعبد" الساعة "ما تعبدون. ولا أنتم عابدون" الساعة "ما أعبد". ثم قال: "ولا أنا عابد" في المستقبل "ما عبدتم. ولا أنتم" في المستقبل "عابدون ما أعبد". قاله الأخفش والمبرد. وقيل: إنهم كانوا يعبدون الأوثان، فإذا ملوا وثنا، وسئموا العبادة له، رفضوه، ثم أخذوا وثنا غيره بشهوة نفوسهم، فإذا مروا بحجارة تعجبهم ألقوا هذه ورفعوا تلك، فعظموها ونصبوها آلهة يعبدونها؛ فأمر عليه السلام أن يقول لهم: "لا أعبد ما تعبدون" اليوم من هذه الآلهة التي بين أيدكم. ثم قال: "ولا أنتم عابدون ما أعبد" أي وإنما أنتم تعبدون الوثن الذي اتخذتموه، وهو عندكم الآن. "ولا أنا عابد ما عبدتم" أي بالأمس من الآلهة التي رفضتموها، وأقبلتم على هذه. "ولا أنتم عابدون ما أعبد" فإني أعبد إلهي. وقيل: إن قوله تعالى: "لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد" في الاستقبال. وقوله: "ولا أنا عابد ما عبدتم" على نفي العبادة منه لما عبدوا في الماضي. ثم قال: "ولا أنتم عابدون ما أعبد" على التكرير في اللفظ دون المعنى، من قبل أن التقابل يوجب أن يكون: ولا أنتم عابدون ما عبدت، فعدل عن لفظ عبدت إلى أعبد، إشعارا بأن ما عبد في الماضي هو الذي يعبد في المستقبل، مع أن الماضي والمستقبل قد يقع أحدهما موقع الآخر. وأكثر ما يأتي ذلك في أخبار الله عز وجل. وقال: "ما أعبد"، ولم يقل: من أعبد؛ ليقابل به "ولا أنا عابد ما عبدتم" وهي أصنام وأوثان، ولا يصلح فيها إلا "ما" دون "من" فحمل الأول على الثاني، ليتقابل الكلام ولا يتنافى. وقد جاءت "ما" لمن يعقل. ومنه قولهم: سبحان ما سخركن لنا. وقيل: إن معنى الآيات وتقديرها: قل يا أيها الكافرون لا أعبد الأصنام التي تعبدونها، ولا أنتم عابدون الله عز وجل الذي أعبده؛ لإشراككم به، واتخاذكم الأصنام، فإن زعمتم أنكم تعبدونه، فأنتم كاذبون؛ لأنكم تعبدونه مشركين. فأنا لا أعبد ما عبدتم، أي مثل عبادتكم؛ "فما" مصدرية. وكذلك "ولا أنتم عابدون ما أعبد" مصدرية أيضا؛ معناه ولا أنتم عابدون مثل عبادتي، التي هي توحيد
وقال مفسرأخر:

وكانوا يعتقدون أنهم على دين إبراهيم , وأنهم أهدى من أهل الكتاب , الذين كانوا يعيشون معهم في الجزيرة العربية , لأن اليهود كانوا يقولون:عزير ابن الله . والنصارى كانوا يقولون:عيسى ابن الله . بينما هم كانوا يعبدون الملائكة والجن على اعتبار قرابتهم من الله - بزعمهم - فكانوا يعدون أنفسهم أهدى . لأن نسبة الملائكة إلى الله ونسبة الجن كذلك أقرب من نسبة عزير وعيسى . . وكله شرك . وليس في الشرك خيار . ولكنهم هم كانوا يحسبون أنفسهم أهدى وأقوم طريقا !
فلما جاءهم محمد [ ص ] يقول:إن دينه هو دين إبراهيم - عليه السلام - قالوا:نحن على دين إبراهيم فما حاجتنا إذن إلى ترك ما نحن عليه واتباع محمد ?! وفي الوقت ذاته راحوا يحاولون مع الرسول [ ص ] خطة وسطا بينهم وبينه ; وعرضوا عليه أن يسجد لآلهتهم مقابل أن يسجدوا هم لإلهه ! وأن يسكت عن عيب آلهتهم وعبادتهم , وله فيهم وعليهم ما يشترط !
ولعل اختلاط تصوراتهم , واعترافهم بالله مع عبادة آلهة أخرى معه . . لعل هذا كان يشعرهم أن المسافة بينهم وبين محمد قريبة , يمكن التفاهم عليها , بقسمة البلد بلدين , والالتقاء في منتصف الطريق , مع بعض الترضيات الشخصية !
ولحسم هذه الشبهة , وقطع الطريق على المحاولة , والمفاصلة الحاسمة بين عبادة وعبادة , ومنهج ومنهج , وتصور وتصور , وطريق وطريق . . نزلت هذه السورة . بهذا الجزم . وبهذا التوكيد . وبهذا التكرار . لتنهي كل قول , وتقطع كل مساومة وتفرق نهائيا بين التوحيد والشرك , وتقيم المعالم واضحة , لا تقبل المساومة والجدل في قليل ولا كثير:
(قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون , ولا أنتم عابدون ما أعبد , ولا أنا عابد ما عبدتم , ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين).
نفي بعد نفي . وجزم بعد جزم . وتوكيد بعد توكيد . بكل أساليب النفي والجزم والتوكيد . .
(قل). . فهو الأمر الإلهي الحاسم الموحي بأن أمر هذه العقيدة أمر الله وحده . ليس لمحمد فيه شيء . إنما هو الله الآمر الذي لا مرد لأمره , الحاكم الذي لا راد لحكمه .
قل يا أيها الكافرون . . ناداهم بحقيقتهم , ووصفهم بصفتهم . . إنهم ليسوا على دين , وليسوا بمؤمنين وإنما هم كافرون . فلا التقاء إذن بينك وبينهم في طريق . .
وهكذا يوحي مطلع السورة وافتتاح الخطاب , بحقيقة الانفصال الذي لا يرجى معه اتصال !
(لا أعبد ما تعبدون). . فعبادتي غير عبادتكم , ومعبودي غير معبودكم . .
(ولا أنتم عابدون ما أعبد)فعبادتكم غير عبادتي , ومعبودكم غير معبودي .
(ولا أنا عابد ما عبدتم). . توكيد للفقرة الأولى في صيغة الجملة الإسمية وهي أدل على ثبات الصفة واستمرارها
.(ولا أنتم عابدون ما أعبد). . تكرار لتوكيد الفقرة الثانية . كي لا تبقي مظنة ولا شبهة , ولا مجال لمظنة أو شبهة بعد هذا التوكيد المكرر بكل وسائل التكرار والتوكيد !
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(6) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(5)
ثم إجمال لحقيقة الافتراق الذي لا التقاء فيه , والاختلاف الذي لا تشابه فيه , والانفصال الذي لا اتصال فيه , والتمييز الذي لا اختلاط فيه:
(لكم دينكم ولي دين). . أنا هنا وأنتم هناك , ولا معبر ولا جسر ولا طريق !!!
مفاصلة كاملة شاملة , وتميز واضح دقيق . .
ولقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل , الذي يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق . الاختلاف في جوهر الاعتقاد , وأصل التصور , وحقيقة المنهج , وطبيعة الطريق .
إن التوحيد منهج , والشرك منهج آخر . . ولا يلتقيان . . التوحيد منهج يتجه بالإنسان - مع الوجود كله - إلى الله وحده لا شريك له . ويحدد الجهة التي يتلقى منها الإنسان , عقيدته وشريعته , وقيمه وموازينه , وآدابه وأخلاقه , وتصوراته كلها عن الحياة وعن الوجود . هذه الجهة التي يتلقى المؤمن عنها هي الله , الله وحده بلا شريك . ومن ثم تقوم الحياة كلها على هذا الأساس . غير متلبسة بالشرك في أية صورة من صوره الظاهرة والخفية .

first sword


يدعي البعض أن القرأن قد إقتبس من شعر أحد الشعراء الجاهليين وهو أمية بن أبي صلت ومنهم نذكر الأستاذ ( هوار )وهو أحد المستشرقين الذي قال أن هذا الشاعر الجاهلي قد كان له أثر في القرآن.
والغريب من أمر المستشرقين في هذا الموضوع وأمثاله أنهم يشكون في صحة السيرة نفسها ويتجاوز بعضهم الشك إلي الجحود فلا يرون في السيرة مصدرا تاريخيا صحيحا وإنما هي عندهم كما ينبغي أن تكون عند العلماء جميعا طائفة من الأخبار والأحاديث تحتاج إلي التحقيق والبحث العلمي الدقيق ليمتاز صحيحها من منتحلها .
هم يقفون هذا الموقف العلمي من السيرة ويغلون في هذا الموقف ؛ ولكنهم يقفون من أمية بن أبي الصلت وشعره موقف المستيقن المطمئن ، مع أن أخبار أمية ليست ادني إلي الصدق ولا أبلغ في الصحة من أخبار السيرة .
فما سر هذا الاطمئنان الغريب إلي نحو من الأخبار دون النحو الآخر ?
وحسبي أن شعر أمية ابن أبي الصلت لم يصل إلينا إلا من طريق الرواية والحفظ لأشك في صحته .
ثم أن موقف أمية نفسه يحملني علي أن ارتاب الارتياب كله في شعر أمية ابن أبي الصلت ؛ فقد وقف أمية من النبي موقف الخصومة : هجا أصحابه وأيد مخالفيه ورثي أهل بدر من المشركين .
وكان هذا وحده يكفي لينهي عن رواية شعره ، وليضيع هذا الشعر كما ضاعت الكثرة المطلقة من الشعر الوثني الذي هجا فيه النبي وأصحابه حين كانت الخصومة شديدة بينهم وبين مخالفيهم من العرب الوثنيين واليهود .
وليس يمكن أن يكون من الحق في شيء أن النبي نهي عن رواية شعر أمية لينفرد بالعلم والوحي وأخبار الغيب .
فما كان شعر أمية ابن أبي الصلت إلا شعرا كغيره من الشعر لا يستطيع أن ينهض للقرآن كما لم يستطع غيره من الشعر أن ينهض للقرآن .
وما كان علم أمية ابن أبي الصلت بأمور الدين إلا كعلم أحبار اليهود ورهبان النصارى . وقد ثبت النبي لأولئك وهؤلاء واستطاع أن يغلبهم علي عقول العرب بالحجة مرة وبالسيف مرة أخرى .
فأمر النبي مع أمية بن أبي الصلت كأمره مع هؤلاء الشعراء الكثيرين الذين هجوه وناهضوه وألبوا عليه .
ومن هنا تستطيع أن تفهم ما يروى من أن النبي أنشد شيئا من شعر أمية فيه دين وتحنف فقال : " آمن لسانه وكفر قلبه " آمن لسانه لأنه كان يدعو إلي مثل ما كان يدعو إليه النبي ، وكفر قلبه لأنه كان يظاهر المشركين علي صاحب هذا الدين الذي كان يدعو إليه . فأمره كأمر هؤلاء اليهود الذين أيدوا ووادعوه ، حتى إذا خافوه علي سلطانهم السياسي والاقتصادي والديني ظاهروا عليه المشركين من قريش .
ليس إذا شعر أمية بن ابي الصلت بدعا في شعر المتحنفين من العرب أو المنتصرين والمتهودين منهم
وليس يمكن أن يكون المسلمون قد تعمدوا محوه ؛ إلا ما كان منه هجاء النبي وأصحابه ونعيا علي الإسلام ؛ فقد سلك المسلمون فيه مسلكهم في غيره من الشعر الذي أهمل حتى ضاع .
وبالنسبة لما في شعر أمية بن ابي الصلت من أحداث وردت في القرآن كأخبار ثمود وصالح والناقة والصيحة .
يرى الأستاذ ( هوار ) أن ورود هذه الأخبار في شعر أمية مع مخالفتها بعض المخالفة لما جاء في القرآن دليل علي صحة هذا الشعر من جهة ، وعلي أن النبي قد استقى منه أخباره من جهة أخرى .
ولست أدري قيمة هذا النحو من البحث .
فمن الذي زعم أن ما جاء في القرآن من أخبار كان كله مجهولا قبل أن يجيء به القرآن ؟ ومن الذي يستطيع أن ينكر أن كثيرا من القصص القرآني كان معروفا بعضه عند اليهود وبعضه عند النصارى وبعضه عند العرب أنفسهم ، وكان من اليسير أن يعرفه النبي ، كما كان من اليسير أن يعرفه غير النبي من المتصلين بأهل الكتاب .
ثم كان النبي وأمية متعاصرين .
فلم يكون النبي هو أخذ عن أمية ولا يكون أمية هو الذي أخذ عن النبي ؟
ثم من الذي يستطيع أن يقول : إن من ينتحل الشعر ليحاكي القرآن ملزم أن يلائم بين شعره وبين نصوص القرآن ؟
أليس المعقول أن يخالف بسنهما ما استطاع ليخفي الانتحال ويوهم أن شعره صحيح لا تكلف فيه ولا تعمل ؟ بلى

ولو سلمنا أنَ بعض الآيات هي من الشعر الجاهلي فهو إفتراض سقيم ، وإلا فما هو مصدر بقية الآيات التي لم يرد لها ذكر في الشعر الجاهلي !!
و حقيقة إننا لو أخذنا شعر أمية بن أبي الصلت نجد أن معظم ما جاء فيه يعكس نفس الأفكار التي جاء بها القرآن من يوم الحساب والجزاء والعقاب، وكون الله رحمان رحيم وما إليه، ولكن لا غرابة في ذلك فقد كان بعض العرب باقين على دين إبراهيم الخليل (عليه السلام) وهم الاحناف ، فكانوا يؤمنون بالله سبحانه وبالجزاء والمعاد والحساب ، فمنهم عبد المطلب بن هاشم ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل ومنهم قس بن ساعدة الايادي ، وأما امية بن أبي الصلت فقد كان نصرانياً كما في مجمع الزوائد للهيثمي ج8 ص231 ، وكانت لديه كتب هي الاسفار اليهودية والنصرانية يقرأ بها ، وكان يقرأ فيها ان نبياً سيبعث من مكة فكان يظن أنه هو ذلك النبي ! كما في فتح الباري لأبن حجر ج6 ص425. ومات امية بن أبي الصلت كافراً أيام حصار الطائف سنة 8هـ.
وقد يقول البعض إن هناك بعض الكلمات قالها أمية قبل أن ينزل القرآن، وهو ادعاء غير صحيح وليس عليه أي دليل ، فقد مات أمية بن ابي الصلت سنة 8هـ ، وقد سمع من القرآن المجيد الكثير من الآيات التي استخدم بعض مفرداتها في شعره وتأثر به ـ بالاضافة الى ديانته النصرانية وايمانه بالله سبحانه وتأثره بالاحناف الذين كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية.
ويجب ان نعلم أن المشركين واعداء الاسلام من يهود وغيرهم ، وامية بن أبي الصلت منهم ، حين تحداهم القرآن بان يأتوا بمثله ولو بسورة فعجزوا ، فلجأوا الى طرق وذرائع عديدة لمنع انهيار ثقافتهم الجاهلية وقيم مجتمعهم الوثني أمام بزوغ الاسلام ، فمن الوسائل التي لجاوا إليها هي استخدام مفردات قرآنية في شعرهم من اجل احداث نوع من الضبابية على القرآن الكريم ، ومن اجل الارتقاء بكلامهم ليصل الى مستوى القرآن في محاولة يائسة منهم للوقوف والتصدي لبلاغة القرآن واعجازه
فهل على القرآن المجيد ان يستعمل كلمات لا يتداولها الناس !!وكأمثله علي ما قاله أمية نذكر
ـ [(مليك السموات الشداد وأرضها **** وليس بشيء عن هواه تأود
وسبحان ربي خالق النور لم يلد **** ولم يك مولودًا بذلك أشهد
" ولم يلد ولم يولد " (الإخلاص 3) )] ، وهو دليل مهم على تأثر امية بن أبي الصلت بالاسلام والقرآن ، لأن أمية كان مسيحياً ، وولادة الابن من الاب عندهم هي من العقائد اللازمة ، فما ورد في شعره من أن ربه لم يلد ولم يك مولوداً دليل على تأثره بالقرآن.

[(ويقول أمية بن أبي الصلت كذلك:
من الحقد نيران العداوة بيننا **** لئن قال ربي للملائكة اسجدوا
لآدم لما أكمل الله خلقه **** فخروا له طوعًا سجودًا وركد
فقال عدو الله للكبر والشقا ****أطين على نار السموم يسوّد
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " (البقرة، 34)
وكذلك: " قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين " (الأعراف، 11) )] ، فمن الواضح جداً ان امية بن ابي الصلت قد اقتبس هذه الفكرة من الاسلام وادخلها في شعره ، وإلا فإن المسيحية واليهودية تخلوا من هذه القصة أي قصة سجود الملائكة لآدم (عليه السلام) وامتناع أبليس عن ذلك. فمن أين اتى أمية بها إن لم يكن من الاسلام !
[(وقال أمية بن أبي الصلت:
ـ [(وسبحانه من كل إفك وباطل **** ولا والد ذو العرش أم كيف يولد
هو الله باري الخلق والخلق كلهم**** إماء له طوعًا جميعًا وأعبد
ويفني ولا يبقى سوى القاهر الذي**** يميت ويحمي دائبا ليس يمهد
" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " (الرحمن 26-27) )]
وقال إيضا:
ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا**** وسبحه الأشجار والوحش أبد
" يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته " ( سورة الرعد 13) )]
وقال إيضا:
ظلال بين أعناب ونخل و **** بنيان من الفردوس عالي
" وجعلنا فيها جناتٍ من نخيل وأعنابٍ وفجرنا فيها من العيون " ( يس 34)
لهم ما يشتهون وما تمنـوا **** من اللـذات فيها والجمـال
ومن إستبرق يكسـون فيها **** عطايا جمة من ذي المعالي
" متكئين على فُرش بطائنها من إستبرقٍ وجنى الجنتين دانٍ " ( الرحمن 54) )] ،
وقال أيضا:
كل دين يوم القيامة عند **** الله إلا دين الحنيفة بور
" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " ( البينة، 5)
وقال أمية كذلك:
أم من تلظى عليه واقدة **** النار محيط بهم سرادقهـا
" إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا " ( الكهف، 29)
أم اسكن الجنـة التي وعد**** الأبرار مصفوفة نمارقهـا
" أكواب موضوعة. ومنارق مصفوفة " ( الغاشية 14-15 )
لا يستوي المـنزلان ثم ولا **** الأعمال لا تستوي طرائقها
هما فـريقان فـرقة تدخـل **** الجنـة حفت بهـم حدائقها
وفـرقة منهـم قـد أدخلت **** النـار فساءتهـم مرافقهـا)] ، من المعروف ان أمية قد عاصر الاسلام ومات كافراً سنة 8هـ عاصر الإسلام 22 سنة فمن الطبيعي أن يصله القرأن ، ولذلك نلاحظ التشابه الكبير بين كلامه والقرأن فهو كان يقتبس الكثير من مفردات القرآن في شعره ، وهذا هو سبب ورود الكثير من تلك المفردات والتعابير القرآنية في شعره

fight


أحيانا يجب علينا أن نقاتل وليس دائما يكون القتال والجهاد بالسيف و لكن دائما هناك جهاد أحيانا ضد أنفسنا لنهذبها ونعلمها أن تتصرف جيداوأحيانا يكون دعوة لدين الله وأحيانا أخري يكون كفاح وقتال ولكن دائما هناك جهاد لا يتوقف أبدا والمؤمن بطبيعته مجاهد ولكن قليلون جدا من يفهمون الجهاد بمعناه هذا فجهادك ضد أهوائك ورغباتك الشخصية وضد طمعك ورفضك لإخراجها من حيز فكرك إلي فعلك وإرادتك لفعل الشيء هذا جهاد إيجابيتك في التعامل مع الأحداث فلا تري شيء محرم أو خاطيء إلا تحاول أن تقدم النصيحة للمخطيء ولا تكتفي قفط بالمشاهدة الجهاد كفاح ضد السلبية التي أصبحنا غارقين فيها إلي القاع حتي وصلت فينا إلي النخاع وهو هنا قد يطلق عليه إيجابية وهناك نوع أخر للجهاد وهو القتال أي الحرب وهو ينقسم إلي نوعين جهاد دفع وهو الدفاع عن النفس وجهاد أخر وهو الذي يثار حوله الجدال دائما ويتهم فيه المسلمون بأنهم قتله ومحتلين نشروا دينهم بالفوة وتذكرت صورة المحتلين الإنجليز عندما قدموا علي إسكتلندا يريدون أن يحتلوها ثم تصدي لهم المواطنون الأسكتلنديون بشجاعة وبسالة نادرة هذا هو حال المعتدين دائما ولكن أهكذا كان حال المسلمين الأوائل فعلا أكان يأمرهم دينهم أن يحتلوا كل الأراضي المحيطة بهم ويقتلوا أعدائهم بمنتهي الوحشية ما الحقيقة وما الهدف والسر من وراء هذه الحروب بطريقة موضوعية أولا سنفرض أن الإسلام دين صحيح وفعلا من كان غير مسلم فهو حتما في النار ولا مفر من ذلك و أن الله أرسل نبيه محمد حتي يكون أخر نبي في العالم وجعل فرض علي أمته أنها هي التي يجب أن تنشر الدين الخاتم فأنت هنا عليك مسئولية تلك الأجيال التي ولدت وسوف تولد في العالم ويجب عليك أن توصل لهم رسالة الإسلام ثم تدع لهم حرية الإختيار ولكن المهم أن تصل لهم وطبعا هذه الأحداث تدور في زمان لم تكن تتوفر فيه تقنيه الإتصالات المتوفرة في العصر الحديث حيث قام النبي بإرسال رسائل شتي إلي العديد من الملوك في ذلك الوقت يعرض دينه ولكن يجب علينا أن نعلم حال العالم والجزيرة العربية بصفة خاصة في ذلك الوقت حتي يتسني لنا أن نفهم الوضع جيدا فالعرب في ذلك الوقت قبائل بدوية تميل إلي العنف دائما وأحيانا لأتفه الأسباب فأنت بينهم لو لم تكن قويا فسينهار وجودك ويجب عليك الرد علي أدني تهديد منهم وإلا فإنهم سيسحقونك تماما وهنا نجد مثلا سبب تاريخي لتعرض المسلمين لقوافل قريش التجارية قبل بدر ثم تأتي معركة بدر والمعارك التي تليها ثم تبدأ الدول المجاورة كدولة الروم تعلم بخطورة الدولة الإسلامية الناشئة فتبدء الحروب تتوالي ولو كان هناك أنظمة دولية تمنع الإعتداء علي الدول الأخري وهناك وسائل تمكن من نشر الدعوة الإسلامية وسوف تسمح الدول الأخري بوجود المواطنين المسلمين في أراضيها وأدائهم شعائرهم بحرية -وطبعا هذا يحدث في فرنسا والدول الغربية بصورة مشرفة - لما كان النبي فارق المدينة المنورة بعد هجرته لها وإنشاءه دولة مدنية حديثة لم يعرف العالم مثلها أبدا!!! ولإستخدام الحرب في الجهاد سببين الأول هو أن الضرورة دعت لأن يدافع المسلمين عن أنفسهم في ذلك الوقت حيث كان العالم لا يعترف إلا بالأفوي فما كان من خيار أمام الدولة الإسلامية الناشئة إلا أن تتبع مذهب خير طريقة للدفاع هي الهجوم -وليس معني هذا أنها بدأت بالهجوم علي الدول المجاورة أولا إنما كانت هماك دائما بوادر توحي بأن تلك الدولة أو هذا الفريق يشكل خطرعلي المسلمين- فلا يمكن أن ننتظر حتي يصبح الأعداء في بيتنا ثم نبدء الدفاع عن أنفسنا ولذلك نفسر الحروب الإسلامية وفتح مصر كمثال حيث كان لابد منه لحماية الشام والمسلمين والنصاري- الذين أصبحوا يدفعون ضريبة كالزكاة التي يدفعها المسلمين للجيش حتي يحميهم-فما كان يمكنأن يتركوا حتي يعود الروم مرة أخري ويقتلوا الفريقين فيجب إذن عليهم الدفاع عنهم فالإسلام حارب في بداياته ليدافع عن وجوده وعن المنتسبين إليه ولم يكن هذا الدفاع هو السبب في إنتشار الإسلام وإلا فبماذا تفسر بقاء المسلمين علي دينهم حتي الأن وقد كان متاح لهم أن يغيروا دينهم بعد أن ولت الدولة العثمانية وجاء عصر الإحتلال الأوروبي وبقاءالعديد من أصحاب الديانات الأخري علي دينهم بدون أن يغيروه فلو كان الإسلام إنتشر بالسيف لكان أجبرهم علي الإسلام وكيف تفسر إنتشار الإسلام الأن في العديد من دول أوروبا وأمريكا التي لا يوجد بها عوامل تدعوهم إلي الإسلام كجماعات تنصير مثلا إنما هم فقط أسلموامن أنفسهم وإيضا بماذا تفسر إنتشار الإسلام في الدول التي كان يتعامل معها التجار المسلمون
وهذا هو الجانب الأول وأما عن الجانب الثاني فسيكون لي مقال كامل http://www.youtube.com/watch?v=fJyIRhQ8cUkعنه إنشاء الله وهو المقال القادم وده رابط لأغنية جديدة لفريق 786 ممكن تخلي البعض يقتنعوا إن المسلمين عندهم فن جميل وعصري